فإن لم يكن له مال استسعى العبد غير مشقوق (1) عليه) * ومن طريق أبى داود نا مسلم - هو ابن إبراهيم الكشي - ابان هو ابن يزيد العطار نا قتادة نا النضر بن أنس بن مالك عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أعتق شقصا في مملوك فعليه أن يعتقه كله إن كان له مال والا استسعى العبد غير مشقوق عليه) * ومن طريق البخاري نا أحمد بن أبي رجاء. وأبو النعمان - هو محمد بن الفضل عارم - قال أحمد: نا يحيى بن آدم نا جرير بن حازم سمعت قتادة وقال أبو النعمان: نا جرير بن حازم عن قتادة ثم اتفقا عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعتق شقيصا في عبد عتق كله إن كان له مال والا استسعى غير مشقوق عليه) وقد سمع قتادة هذا الخبر من النضر بن أنس كما روينا من طريق أحمد بن شعيب أنا محمد بن عبد الله بن المبارك نا أبو هشام نا أبان بن يزيد العطار نا قتادة نا النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أعتق شقيصا له من عبد فان عليه أن يعتق بقيته إن كان له مال والا استسعى العبد غير مشقوق عليه) وهذا خبر في غاية الصحة فلا يجوز الخروج عن الزيادة التي فيه فقال قوم: قد روى هذا الخبر شعبة. وهمام. وهشام الدستوائي فلم يذكروا ما ذكر ابن أبي عروبة * قال أبو محمد: فكان ماذا؟ وابن أبي عروبة ثقة فكيف وقد وافقه عليه جرير.
وأبان وهما ثقتان، فان قيل: فان هماما قال في هذا الحديث فكان قتادة يقول: ان لم يكن له مال استسعى العبد قلنا صدق همام قاله قتادة مفتيا بما روى وصدق ابن أبي عروبة. وجرير وابان. وموسى بن خلف: وغيرهم فأسندوه عن قتادة ولو لم يصح حديث قتادة هذا لكان حديث ابن عمر. وأبي هريرة بالتضمين جملة زائدة على ما تعلق به مالك من رواية نافع فكأن يكون القول ما ذهب إليه زفر بن الهذيل وهذا لا مخلص له عنه وبالله تعالى التوفيق * وأما قولنا: أنه حر ساعة يعتق بعضه فان بعض الرواة قال ثم يعتق وكان في رواية جرير بن حازم التي ذكرنا عتق كله فكانت هذه زيادة لا يجوز تركها فإذ قد عتق كله فولاؤه للذي عتق عليه، وأما رجوع أحدهما على الآخر فباطل لان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألزم الغرامة للمعتق في يساره وألزمها العبد المعتق في إعسار المعتق ولم يذكر رجوعا فلا يجوز لاحد القضاء برجوع في ذلك * قال على: فإن كان له مال لا يفي بجميع قيمة العبد فلا غرامة على المعتق لكن (2) يستسعى العبد وهذا مقتضى لفظ الخبر وبه يقول حماد وبالله تعالى التوفيق *