إبراهيم النخعي والحسن أيضا، وهذا تناقض منه وكلاهما يلزمه عتقه (1) عتقه بقولهما فقال بعض مقلديه: هو مرتهن بيمين البائع * قال أبو محمد: وهذا تمويه لأنه يعارضه الحنفي فيقول: بل هو مرتهن بيمين المشترى ويعارضه آخر فيقول: بل هو مرتهن بيمينهما جميعا فيعتق عليهما جميعا، وقال حماد ابن أبي سليمان: يعتق على المشترى ويشترى البائع بالثمن عبدا فيعتقه وهذا عجب عجيب ليت شعري كيف يجوز عنده بيعه لمن نذر عتقه ثم يلزمه عتقا فيما لم ينذر عتقه وهذه صفة الرأي في الدين، ونحمد الله على عظيم نعمته * 1661 مسألة ولا يجوز عتق بشرط أصلا ولا باعطاء مال الا في الكتابة فقط ولا بشرط خدمة ولا بغير ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل شرط ليس في كتاب الله تعالى فهو باطل) فان ذكر ذاكر ما روينا من طريق حماد بن سلمة نا سعيد بن جمهان نا سفينة أبو عبد الرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قالت لي أم سلمة: أريد أن أعتقك واشترط عليك أن تخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عشت (2) قلت:
ان لم تشترطي على لم أفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أموت قال: فأعتقتني واشترطت على أن أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عاش) * ورويناه أيضا من طريق عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة، فسعيد بن جمهان غير مشهور بالعدالة بل مذكور انه لا يقوم حديثه، ثم لو صح فليس فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فأقره والحنيفيون. والمالكيون والشافعيون لا يجيزون العتق بشرط أن يخدم فلانا ما عاش فقد خالفوا هذا الخبر * وروينا من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن أبي بكر عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: أعتق عمر بن الخطاب كل من صلى سجدتين من رقيق الامارة واشترط على بعضهم خدمة من بعده أن أحب سنتين أو ثلاثا * ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني أيوب بن موسى أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر قال: ان عمر بن الخطاب أعتق كل من صلى من سبي العرب فبت عتقهم وشرط عليهم انكم تخدمون الخليفة بعدي ثلاث سنوات وشرط لهم انه يصحبكم بمثل ما كنت أصحبكم به فابتاع الخيار خدمته تلك الثلاث سنوات من عثمان بأبى فروة وخلى عثمان سبيل الخيار وقبض أبا فروة * وبه إلى ابن جريج عن موسى ابن عقبة عن نافع عن ابن عمر أنه أعتق غلاما له وشرط عليه أن له عمله سنتين فعمل له بعض سنة ثم قال له: قد تركت لك الذي اشترطت عليك فأنت حر وليس عليك عمل *