نا يحيى بن معين نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا سليمان بن المغيرة نا حميد بن هلال عن بشر بن عاصم عن عقبة بن مالك عن رجل من رهطة قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا منهم سيفا فلما رجع قال: لو رأيت مالا منا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعجزتم إذ بعثت رجلا فلم يمض لأمري ان تجعلوا مكانه من يمضى لأمري) * قال أبو محمد: عقبة صحيح الصحبة والذي روى عنه صاحب وان لم يسمه فالصحابة كلهم عدول، فإذا ثبتت صحة صحبته فهو عدل مقطوع بعدالته لقول الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار) الآية. قال على: [وهو قول على] (2) وكل من معه من الصحابة وأم المؤمنين. وطلحة. والزبير وكل من معهم من الصحابة. ومعاوية وكل من معه من الصحابة. وابن الزبير. والحسين بن علي رضى الله عن جميعهم وكل من قام في الحرة من الصحابة. والتابعين. وغيرهم وهذه الأحاديث ناسخة للاخبار التي فيها خلاف هذا لان تلك مواقفه لما كان عليه الدين قبل الامر بالقتال ولان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر باق مفترض لم ينسخ فهو الناسخ لخلافه بلا شك وبالله تعالى التوفيق * 1773 مسألة وصفة الامام أن يكون مجتنبا للكبائر مستترا بالصغائر عالما بما يخصه حسن السياسة لان هذا هو الذي كلف ولا معنى لان يراعى أن يكون غاية الفضل لأنه لم يوجب ذلك قرآن. ولا سنة، فان قام على الامام القرشي من هو خير منه أو مثله أو دونه قوتلوا كلهم معه لما ذكرنا قبل الا أن يكون جائرا فإن كان جائرا فقام عليه مثله أو دونه قوتل معه القائم لأنه منكر زائدا ظهر فان قام عليه أعدل منه وجب ان يقاتل مع القائم لأنه تغيير منكر، وأما الجورة من غير قريش فلا يحل ان يقاتل مع أحد منهم لأنهم كلهم أهل منكر الا أن يكون أحدهم أقل جورا فيقاتل معه من هو أجور منه لما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق * بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الأقضية 1774 مسألة ولا يحل الحكم الا بما أنزل الله تعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الحق وكل ما عدا ذلك فهو جور وظلم لا يحل الحكم به ويفسخ أبدا إذا حكم به حاكم * برهان ذلك قول الله تعالى. (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) وقال تعالى: (وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم) وقال تعالى: (لتبين للناس ما نزل إليهم) وقال تعالى: (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى) وقال تعالى: (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)
(٣٦٢)