قال على: كل من روى عنه أن لا تقبل شهادته وان تاب فقد روى عنه قبولها الا الحسن. والنخعي فقط، وأما الرواية عن ابن عباس فضعيفة والأظهر عنه خلاف ذلك، وأما الرواية عن أبي بكرة ان المسلمين فسقوني فمعاذ الله أن يصح ما سمعنا (1) ان مسلما فسق أبا بكرة ولا امتنع من قبول شهادته على النبي صلى الله عليه وسلم في أحكام الدين وبالله تعالى التوفيق * 1814 مسألة وشهادة الأعمى مقبولة كالصحيح، وقد اختلف الناس في هذا فقالت طائفة كما قلنا، روى ذلك عن ابن عباس: وصح ذلك عن الزهري. وعطاء والقاسم بن محمد. والشعبي. وشريح. وابن سيرين. والحكم بن عتيبة. وربيعة. ويحيى ابن سعيد الأنصاري: وابن جريج. وأحد قولي الحسن. وأحد قولي اياس بن معاوية وأحد قولي ابن أبي ليلى، وهو قول مالك، والليث. وأحمد وإسحاق. وأبي سليمان.
وأصحابنا، وقالت طائفة: تجوز شهادته فيما عرف قبل العمى ولا تجوز فيما عرف بعد العمى، وهو قول الحسن البصري. وأحد قولي ابن أبي ليلى، وهو قول أبى يوسف.
والشافعي وأصحابه، وقالت طائفة: تجوز شهادته في الشئ اليسير * روينا ذلك من طريق إبراهيم النخعي قال: كانوا يجيزون شهادة الأعمى في الشئ الخفيف (2) وقالت طائفة: لا تقبل في شئ أصلا الا في الأنساب وهو قول زفر رويناه من طريق عبد الرزاق عن وكيع عن أبي حنيفة ولا يعرف أصحابه هذه الرواية، وقالت طائفة: لا تقبل جملة روينا ذلك عن علي بن أبي طالب: وعن اياس بن معاوية وعن الحسن. والنخعي أنهما كرها شهادة الأعمى، وقال أبو حنيفة: لا تقبل في شئ أصلا لا فيما عرف قبل العمى ولا فيما عرف بعده * قال أبو محمد: أما من أجازه في الشئ اليسير دون الكثير فقول في غاية الفساد لأنه لا برهان على صحته وما حرم الله تعالى من الكثير الا ما حرم من القليل وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (من اقتطع بيمينه مال مسلم ولو قضيبا من أراك أوجب الله له النار) وأيضا لأنه ليس في العالم كثير الا بالإضافة إلى ما هو أقل منه وهو قليل بالإضافة إلى ما هو أكثر منه فهو قول لا يعقل فسقط، وأما من قبله في الأنساب فقط فقسمة فاسدة فإنه لا يعرف الأنساب الا من حيث يعرف المخبرين بغير ذلك والمشهدين له منهم فقط فبطل هذا القول أيضا، وأما من لم يقبله لا فيما عرف قبل العمى ولا بعده فقول فاسد لا برهان على صحته أصلا، ولا فرق بين ما عرفه في حال صحته وبين ما عرفه الصحيح وتمادت صحته وبصره، فان قيل:
هو قول روى عن علي بن أبي طالب قلنا: هذا كذب ما جاء قط عن علي أنه قال: لا يقبل