عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ولا يقل العبد لسيده مولاي فان مولاكم الله) * قال أبو محمد: في هذه الرواية زيادة النهى عن قول مولاي والنهى هو الزائد والوارد برفع الإباحة * ومن طريق أبى داود نا ابن السرح نا ابن وهب أخبرني عمرو هو ابن الحارث أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة بهذا الخبر فأسنده عن أبي هريرة همام بن منبه. وأبو صالح. وابن سيرين. وعبد الله والد العلاء، وروى عن أبي هريرة من فتياه أبو يونس غلامه، ولا يعلم له (1) مخالف من الصحابة، وقال الله عز وجل: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) فان احتج محتج بقول يوسف عليه الصلاة والسلام: (انه ربى أحسن مثواي) وقوله: (اذكرني عند ربك) فتلك شريعة وهذه أخرى وتلك لغة وهذه أخرى، وقد كان هذا مباحا عندنا وفى شريعتنا حتى نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد قال يوسف عليه الصلاة والسلام: (توفني مسلما وألحقني بالصالحين) وقد نهينا عن تمنى الموت * 1704 مسألة وفرض على السيد أن يكسو مملوكه. ومملوكته مما يلبس ولو شيئا وأن يطعمه مما يأكل ولو لقمة وأن يشبعه ويكسوه بالمعروف مثل ما يكسى ويطعم مثله أو مثلها وأن لا يكلفه ما لا يطيق * روينا من طريق البخاري نا آدم بن أبي اياس نا شعبة نا واصل الأحدب سمعت المعرور بن سويد قال: رأيت أبا ذر الغفاري وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك؟ فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (اخوانكم خولكم جعلهم الله تعالى تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم) * ومن طريق مسلم نا هارون بن معروف. ومحمد بن عباد قالا جميعا: نا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبى حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت أنه سمع أبا اليسر وقد لقيه وعليه بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري فقال له في ذلك، فقال له أبو اليسر: بصر عيناي هاتان وسمع أذناي هاتان ووعاه قلبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تكسون) قال أبو اليسر: فكان إذا أعطيته من متاع الدنيا أهون على من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة * وروينا مثل هذا عن أبي بكر الصديق، ولا مخالف لهم من الصحابة رضي الله عنهم أصلا *
(٢٥٠)