قرآن ولا سنة ونحن خالفناه بنص القرآن والسنة، وهذا هو الحق الذي لا يجوز غيره * قال أبو محمد: فلما عرى هذا القول أيضا من البرهان لزمنا أن نأتي بالبرهان على صحة قولنا فنقول وبالله تعالى التوفيق: وجدنا الله تعالى يقول: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) وصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز الوصية الا بالثلث فأقل فصح يقينا أن من أوصى بثلثه فأقل انه مطيع لله تعالى فوجب انفاذ طاعة الله عز وجل، ووجدنا من أوصى بأكثر من الثلث عاصيا لله عز وجل ان تعمد ذلك على علم وقصد وإما مخطئا معفوا عنه الاثم إن كان جهل ذلك وفعله باطل بكل حال ولا يحل انفاذ معصية الله عز وجل ولا امضاء الخطأ قال الله تعالى: (ليحق الحق ويبطل الباطل) ووجدنا الموصى إذا أوصى في وجه ما بمقدار ما دون الثلث فقد وجب انفاذ كل ما أوصى به كما ذكرنا فإذا زاد على الثلث كانت الزيادة باطلا لا يحل انفاذه، فصح نص قولنا حرفا حرفا كما أمر الله تعالى. ورسوله عليه الصلاة والسلام، فان قال قائل: ومن قال هذا قبلكم قلنا له: إن كان حنيفيا أو مالكيا من قال قبل مالك وأبي حنيفة بأقوالهما في هذه المسألة الا أن بين الامرين فرقا وهو ان أقوالهما لا يوافقهما نص ولا قياس وقولنا هو نفس ما أمر به الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام وإنما في هذه المسألة قول عن عشرة من التابعين وواحد من الصحابة رضي الله عنهم وهم عشرات ألوف فأين أقوال سائرهم، فكيف وقد قال بتبدية ما ابتدأ به الموصى أبو حنيفة. والشافعي كما ذكرنا في بعض أقوالهما وما نقول هذا متكثرين بأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مستوحشين إلى سواه ولكن لنرى المخالف فساد اعتراضه وفاحش انتقاضه وبالله تعالى التوفيق * قال أبو محمد: فإن لم يبدأ الموصى بشئ لكن قال فلان وفلان وفلان يعطى كل واحد منهم كذا وكذا فلم يحمل الثلث ذلك فهنا يتحاصون ولا بد لأنه ليس لهم الا الثلث فيجوز لهم ما أجازه الله تعالى ويبطل لهم ما أبطله الله تعالى، وكذلك سائر القرب وبالله تعالى التوفيق * (فصل) قال أبو محمد: قد ذكرنا في كتاب الزكاة من كتابنا هذا وفى كتاب الحج منه وفى كتاب التفليس منه ان كل من مات وقد فرط في زكاة أو في حج الاسلام أو عمرته أو في نذر أو في كفارة ظهار أو قتل أو يمين أو تعمد وطئ في نهار رمضان أو بعض لوازم الحج أو لم يفرط فان كل ذلك من رأس ماله لا شئ للغرماء حتى يقضى ديون الله تعالى كلها ثم إن فضل شئ فللغرماء ثم الوصية ثم الميراث كما أمر الله عز وجل وذكرنا الحجة في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقضوا الله فهو أحق بالوفاء فدين الله أحق أن
(٣٣٨)