رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) وقد ذكرناه باسناده فيما سلف من ديواننا هذا والحمد الله رب العالمين، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أبى موسى الأشعري (أطعموا الجائع وفكوا العاني) وهذا عموم (1) لكل عان عند كل كافر أو مؤمن بغير حق * روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري. ومعمر قال: معمر عن الحسن البصري وقال سفيان: عن إبراهيم النخعي ثم اتفق الحسن. وإبراهيم قالا جميعا: ما أعطيت مصانعة على مالك ودمك فإنك فيه مأجور وبالله تعالى التوفيق * 1637 مسألة وأما من نصر آخر في حق أو دفع عنه ظلما ولم يشترط عليه في ذلك عطاء فاهدى إليه مكافأة فهذا حسن لا نكرهه لأنه من جملة شكر المنعم وهدية بطيب نفس وما نعلم قرآنا ولا سنة في المنع من ذلك، وقد روينا عن علي. وابن مسعود المنع من هذا ولا نعلم برهان يمنع منه وبالله تعالى التوفيق * 1638 مسألة ولا يحل السؤال تكثرا الا لضرورة فاقة أو لمن تحمل حمالة فالمضطر فرض عليه أن يسأل ما يقوته هو (2) وأهله مما لابد لهم منه من أكل وسكنى وكسوة ومعونة فإن لم يفعل فهو ظالم فان مات في تلك الحال فهو قاتل نفسه، وأما من طلب غير متكثر فليس مكروها، وكذلك من سأل سلطانا فلا حرج في ذلك * روينا من طريق مسلم حدثني أبو الطاهر أخبرني عبد الله بن وهب أخبرني الليث هو ابن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم) * ومن طريق مسلم نا أبو كريب نا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر) * ومن طرق مسلم نا يحيى بن يحيى انا حماد بن زيد عن هارون بن رياب حدثني كنانة بن نعيم العدوي عن قبيصة بن المخارق الهلالي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا قبيصة ان المسالة لا تحل الا لاحد ثلاثة. رجل تحمل حمالة فحلت له المسالة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسالة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش. ورجل أصابته فاقة حتى يقوت ثلاثة من ذوي الحجا من قومه فيقولون: لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسالة حتى يصيب قواما من عيش أو قال: سدادا من عيش فما سواهن من المسالة يا قبيصة سحت يأكلها