(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس) * وخبر ابن وهب عمن سمع عبد الوهاب ابن مجاهد بن جبر يحدث عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعم جدتين السدس إذا لم تكن أم أو شئ دونهما فإن لم توجد الا واحدة فلها السدس * وخبر أبي داود السجستاني نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أخبرني أبي نا عبيد الله العتكي عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للجدة السدس إذا لم يكن دونها أم * وروى نحو هذا عن ابن عباس، قالوا: ومن المحال أن يكون هذا عن ابن عباس ويخالفه قلنا:
هذا كله لا يصح منه شئ، حديث قبيصة منقطع لأنه لم يدرك أبا بكر ولا سمعه من المغيرة ولا محمد، وخبر إبراهيم مرسل ثم لو صحا لما كان فيه خلاف لقولنا لأننا نقول بتوريثها السدس من حيث ترث الام السدس مع الولد والاخوة، وأما خبر بريده عبد الله العتكي مجهول، وخبر على أفسدها كلها لان ابن وهب لم يسم من أخبره به عن عبد الوهاب وأيضا فعبد الوهاب هالك ساقط، وأيضا فلا سماع يصح لمجاهد من على والرواية عن ابن عباس لا يعرف مخرجها ولو صحت لكان كما ذكرنا من أن لها السدس حيث للأم السدس وهلا قالوا ههنا بقولهم المعهود إذا وافق تقليدهم: ان ابن عباس لم يترك ما روى الا لأمر هو أقوى في نفسه وأما نحن فلو صح ههنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم بخلاف قولنا لقلنا به ولكنه لم يصح أصلا، فان قالوا: قد رويتم في حديث قبيصة المذكور جاءت الجدة إلى أبى بكر فقالت: ان ابن ابني أو ابن ابنتي مات وقد أخبرت ان لي في كتاب الله حقا فقال أبو بكر: ما أجد لك في الكتاب حقا وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى لك بشئ وسأسأل الناس قلنا: إنما أخبر الصديق رضي الله عنه عن وجوده وسماعه وصدق، وقد رويتم في هذا الخبر ان المغيرة. ومحمد بن سلمة سمعا في ذلك ما لم يسمع فرجع هو رضي الله عنه إلى ما سمعا مما لم يسمع هو فأي غريبة في أن لا يجد أيضا في الكتاب في ذكره حينئذ ما يجد غيره، وقد منع عمر من التزيد على مقدار ما في الصداق فلما ذكر بالقرآن رجع، ومثل هذا لهم كثير، وقد وجدنا نصا أن الجدة أحد الأبوين في القرآن وميراث الأبوين في القرآن فميراثها في القرآن وليس في كل وقت يذكر الانسان ما في حفظه ونسي آدم فنسي بنوه فهذا ميراث الجدة بنص القرآن وليس لمخالفنا متعلق أصلا لا بقرآن ولا سنة ولا اجماع متيقن ولا قياس ولا نظر وما كان هكذا فهو مقطوع بأنه باطل قال الله تعالى: (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) ولا معنى لكثرة القائلين بالقول وقلتهم وقد أفردنا اجزاء ضخمة فيما خالف فيه أبو حنيفة. مالك. والشافعي جمهور العلماء وفيما قاله كل واحد منهم مما لا يعرف أحد قال به قبله وقطعة فيما خالف فيه كل