بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي القدرة الأزلية، والعزة الباهرة الأبدية، والقوة القاهرة القوية، والنعم الغامرة السرمدية، والآلاء الظاهرة السنية، المستغني بوجوب وجوده عن الاتصاف بالمواد والصور النوعية، والمقدس بكمال ذاته عن المشاركة للأجسام والأعراض الفلكية والعنصرية، ابتدع أنواع الكائنات بغير فكر وروية، واخترع أجناس الموجودات بمقتضى حكمته العلية، مكمل نوع الإنسان بإدراك المعاني الكلية، ومفضل صنف العلماء على جميع البرية، وصلى الله على أشرف النفوس القدسية، وأزكى الذوات المطهرة الملكية، محمد المصطفى وعترته المرضية.
أما بعد: فإن الفقهاء عليهم السلام هم عمدة الدين، ونقلة شرع رسول رب العالمين وحفظة فتاوى الأئمة المهديين، صلوات الله عليهم أجمعين، وهم ورثة الأنبياء، والذين يفضل مدادهم على دماء الشهداء، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله النظر إليهم عبادة، والمجالسة لهم سعادة، واقتفاء أثرهم سيادة، والإكرام لهم رضوان الله، والإهانة لهم سخط الله (1)، فيجب على كل أحد تتبع مسالكهم، واقتفاء آثارهم، والاقتداء