وفيه أولا: أنه لم يظهر لنا وجه الاستدلال بهذه الآية على المطلوب.
وثانيا: أن يوسف (عليه السلام) كان مستحقا للسلطنة وإنما طلب منه حقه فلا يكون واليا من قبل الجائر.
أقسام الولاية من قبل الجائر:
إذا جازت الولاية عن الجائر فهل تتصف بالكراهة والرجحان أم هي مباحة؟
فنقول: قد عرفت أنه لا اشكال في جواز الولاية عن الجائر إذا كان الغرض منه الوصول إلى قضاء حوائج المؤمنين، فشأنها حينئذ شأن الكذب للاصلاح على ما تقدم الكلام عليه، وإنما الكلام في اتصافها بالرجحان تارة وبالمرجوحية أخرى، الذي ظهر لنا من الأخبار أن الولاية الجائزة قد تكون مباحة، وقد تكون مكروهة، وقد تكون مستحبة، وقد تكون واجبة.
أما المباح فهو ما يظهر من بعض الروايات (1) المسوغة للولاية عن الجائر في بعض الأحوال كما ذكره المصنف.
وأما المكروه فيستفاد من رواية أبي نصر (2) الدالة على أن الوالي عن