بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا إلى حقائق الايمان، وأنار قلوبنا بأنوار العلم والعرفان، والصلوات الزاكيات على سيدنا ونبينا محمد، الصادع بالدين الحنيف والشرع المنيف، وعلى آله الأطهار، الدعاة إلى الله والناشرين لأحكام الله.
وبعد، فلما كان كتاب المكاسب الذي هو من مصنفات الشيخ الأعظم الصناع الفذ والعلم الفرد، المحقق المؤسس، شيخ مشائخنا الأنصاري قدس الله روحه، من أعظم الكتب الفقهية شأنا، وأكثرها مادة، وأمتنها استدلالا، وأجزلها عبارة، كان هو المعول عليه في الدراسة الخارجية عند البحث عن المعاملات، وقد جمع قدس الله روحه وأكرم مثواه بين دفتي كتابه زبدة أفكار العلماء المتقدمين، وخلاصة أنظارهم الدقيقة، وأضاف إليها من فكرته الوقادة وقريحته النقادة تحقيقات أنيقة وتأملات رشيقة.
وبذلك كان الكتاب صحيفة ناصعة تمثل سداد الرأي ونتاج المجهود الفكري في مراتبه الراقية، وعلماؤنا الأعلام قدس الله أسرارهم قد أبدوا اهتماما خاصا بهذا الكتاب، وعنوا به عناية فائقة، وتعرضوا إليه،