ولكن يرد عليه أولا: أن ما ورد بهذا المضمون كله ضعيف السند.
وثانيا: أن هذه الروايات عللت ذلك بأن الغيبة لا نغفر حتى يغفرها صاحبها بخلاف بعض أقسام الزناء.
ويؤيد ما ذكرناه أن كل واحد من الذنوب فيه جهة من المبغوضية لا نوجد في غيره من المعاصي، فلا عجب في كونه أشد من غيره في هذه الخصوصية وإن كان غيره أشد منه من جهات شتى، واختلافها في ذلك كاختلاف المعاصي في الآثار، نعم هذه الأخبار صالحة لتأييد ذلك.
ويصلح لتأييده أيضا ما روي مرسلا: أن أربى الرباء عرض المؤمن (1) فيكون تناول عرضه بالغيبة كبيرة، فإنه ثبت في الشريعة المقدسة أن الرباء من الذنوب الكبيرة، بل في جملة من الروايات أنه أشد من ثلاثين أو سبعين زنية كلها بذات محرم (2).
حرمة الغيبة مشروطة بالايمان:
قوله: ثم إن ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن.
أقول: المراد من المؤمن هنا من آمن بالله وبرسوله وبالمعاد وبالأئمة