عائدة (53) في بيان معنى السفيه والمجنون اعلم أنه قد تعلقت أحكام كثيرة (1) في الكتاب والسنة وكلمات علماء الأمة بالمجنون والسفيه، كنفي الحرج، والحجر، وثبوت الولاية، وانتفاء التكاليف، و عدم قبول الأقارير، ونحو ذلك. والناظر في كتب القوم يرى عدم انضباط مصاديق العنوانين، كما سيظهر لك في الجملة.
وتحقيق الحال فيهما من الأمور المهمة، فنقول وبالله التوفيق:
المجنون: من ابتلي بمرض الجنون.
والسفيه: من كانت به السفاهة.
ثم الجنون - على ما يظهر من كتب الأطباء وكلماتهم - ليس علما لمرض شخصي معين، بل هو اسم لجميع الأمراض الدماغية الباعثة لاختلال العقل و فساده، ويعبرون عنها بفساد العقل.
والمراد بفساد العقل: أعم من أن يكون الفساد في نفس القوة العاقلة، أو في قواها الخادمة لها، كالمفكرة والمخيلة وغيرهما (2).
ولها أنواع مختلفة، وآثار متشتتة متفاوتة، ومن هنا قيل: الجنون فنون.