ذكرها في عداد الأخبار الأدلة.
بيان ذلك: أن قوله عليه السلام " فإن تتابع المرض " إلى آخره هو موافق للمشهور، وهؤلاء إنما احتجوا بقوله عليه السلام قبل ذلك: " وإن كان مريضا " إلى آخره، فإن قلنا: إن المراد به هو صورة الاستمرار أيضا فتتناقض العبارتان; إذ الظاهر من الأخيرة إطعام المسكين فقط، فالأولى أن يجعل المراد بها حصول الصحة والمرض معا، وعدم ترك الصوم تهاونا.
وهو أحد الأقوال في المسألة الآتية.
وأشهرها في أصل الرواية ينبغي أن يكون وجوب الصوم والإطعام معا إن حصلت الصحة، وتقرر وجوب الصوم فقط إن حصلت الصحة ولم يقصر، ووجوب الإطعام فقط إن تتابع المرض.
أو يكون الحصر في الفقرة الثانية إضافيا بالنسبة إلى ترك الصوم، لئلا ينافي لزوم الفدية على ما سنختاره في المسألة الآتية من عدم التفصيل بين التهاون وغيره.
ولو سلم دلالتها أيضا فلا تقاوم ما ذكرنا; لضعفها، وموافقتها لمذهب العامة، ومخالفتها للمشهور.
وأما حجة ابن الجنيد: فهي ما رواه الشيخ بسنده، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان ابن عيسى، عن سماعة، قال: سألته عن رجل أدركه رمضان وعليه رمضان قبل ذلك لم يصمه فقال: " يتصدق بدل كل يوم من الرمضان الذي كان عليه بمد من طعام، وليصم هذا الذي أدرك، فإذا أفطر فليصم رمضان الذي كان عليه، فإني كنت مريضا فمر علي ثلاث رمضانات لم أصح فيهن، ثم أدركت رمضان آخر، فتصدقت بدل كل يوم مما مضى بمد من طعام، ثم عافاني الله وصمتهن " (1).
وأجيب عنه - بعد القدح في السند، والإضمار، وعدم المقاومة لما مضى من الأخبار - بحملها على الاستحباب.