جعفر عليه السلام فدخل عمه عبد الله بن موسى وكان شيخا كبيرا نبيلا عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة فجلس وخرج أبو جعفر عليه السلام من الحجرة وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل جدد بيضاء فقام عبد الله فاستقبله وقبل بين عينيه وقام الشيعة وقعد أبو جعفر عليه السلام على كرسي ونظر الناس بعضهم إلى بعض وقد تحيروا لصغر سنه فابتدر رجل من القوم.
فقال لعمه أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمة فقال تقطع يمينه ويضرب الحد فغضب أبو جعفر عليه السلام ثم نظر إليه فقال يا عم اتق الله إنه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي الله عز وجل فيقول لك لم أفتيت الناس بما لا تعلم فقال له عمه أستغفر الله يا سيدي أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه فقال أبو جعفر عليه السلام إنما سئل أبى عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها فقال أبى تقطع يمينه للنبش ويضرب حد الزنا فإن حرمة الميتة كحرمة الحية فقال صدقت يا سيدي وأنا استغفر الله فتعجب الناس وقالوا يا سيدي أتأذن لنا أن نسألك قال نعم فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين.
1736 (4) مستدرك 136 ج 8 - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية فلما مضى الرضا عليه السلام في سنة اثنتين ومأتين كانت سن أبى جعفر عليه السلام نحو سبع سنين اختلف الكلمة من الناس ببغداد والأمصار واجتمع الريان بن الصلت وصفوان بن يحيى ومحمد بن حكيم وعبد الرحمن بن الحجاج ويونس بن عبد الرحمن وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمن إلى أن قال وقرب وقت الموسم واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلا وقصدوا الحج والمدينة وساق الخبر إلى أن قال فقال أبو جعفر عليه السلام انما