" صمه، فإن يك من شعبان كان تطوعا، وإن يك من رمضان فيوم وفقت له " (1).
ورواية أبي الصلت عبد السلام بن صالح - رواها في المقنعة - عن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صام يوم الشك فرارا بدينه فكأنما صام ألف يوم من أيام الآخرة غراء زهراء، لا تشاكلن أيام الدنيا " (2).
وعن أبي خالد، عن زيد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " صوموا سر الله " قالوا: يا رسول الله، وما سر الله؟ قال:
" يوم الشك " (3) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة (4) التي لا حاجة إلى ذكرها، وقد مر بعضها في مسائل النية.
وعن ابن الجنيد أنه قال: لا أستحب الابتداء بصيام يوم الشك إلا إذا كان في السماء علة تمنع من الرؤية استظهارا (5).
وعن المفيد في العزية أنه قال: يكره صوم يوم الشك إذا لم يكن هناك عارض وتيقن أول الشهر وكان الجو سليما عن العوارض وتفقد الهلال ولم ير مع اجتهادهم في الطلب، ولا يكون هناك شك حينئذ، ويكره صومه حينئذ إلا لمن كان صائما قبله شعبان أو أياما تقدمته من شعبان، بذلك جاءت الآثار عن آل محمد عليهم السلام (6).
وتحقيق المقام يقتضي ذكر أمور:
الأول: في موضوع المسألة، أعني يوم الشك، فقال الشهيد الثاني في الروضة:
وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا تحدث الناس برؤية الهلال، أو شهد به من لا يثبت بقوله (7).