لي في البيعة فقال له أبو عبيدة: استحلفه بالله وخل سبيله، ونحوه عن عطاء * وعن مسروق استحلافهم بالله فقط، ومن طريق إبراهيم النخعي يستحلفون بالله ويغلظ عليهم بدينهم * وعن شريح أنه كان يستحلفهم بدينهم وقد ذكرناه قبل عن الشعبي * وأما المتأخرون فان أبا حنيفة قال: يستحلف المسلم والكافر في مجلس الحاكم فأما المسلم فيستحلف بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الطالب الغالب الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية ويستحلف اليهودي بالله الذي أنزل التوراة على موسى ويستحلف النصراني بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ويستحلف المجوسي بالله الذي خلق النار وكل هذا هو قول الشافعي الا انه لم يذكر في التحليف الطالب الغالب ورأي أن يحلف في عشرين دينارا أو في جراح العمد عند المقام بمكة وعند منبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأن يحلف سائر أهل البلاد في جوامعهم، وأما ما دون عشرين دينارا ففي مجلس الحاكم، ورأي أن يحلف الكفار حيث يعظمون، وقال مالك:
يحلفون في ثلاثة دراهم فصاعدا في مكة عند المقام. وفى المدينة عن منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأما سائر أهل البلاد فحيث يعظم من الجوامع وتخرج المرأة المستورة لذلك ليلا وأما ما دون ثلاثة دراهم ففي مجلس الحاكم ويحلف المسلم والكافر بالله الذي لا إله إلا هو، وقال أحمد بن حنبل: يحلف المسلم بالله في مجلس الحاكم في المصحف وأما الكافر فكما قال الشافعي فيهم سواء سواء، وما روينا مثل قول مالك الا عن شريح من طريق سعيد ابن منصور نا هشيم انا داود عن الشعبي عن شريح أنه قال في كلام كثير ويمينك بالله الذي لا إله إلا هو يعنى على المطلوب * قال أبو محمد: أما قول أبي حنيفة. والشافعي فيما يستحلف به المسلم فما ندري من أين أخذاه ولا متعلق لهم فيه لا بقرآن ولا بسنة صحيحة ولا سقيمة ولا بقول أحد قبل أبي حنيفة، وقال بعضهم: قلنا على سبيل التأكيد في اليمين فقلنا: ما هذا بتأكيد لان الله تعالى إذا ذكر باسمه اقتضى القدرة والعلم وانه لم يزل وانه خالق كل شئ واقتضى كل ما يخبر به عن الله تعالى، فان أردتم أن تسلكوا مسلك الدعاء والتعبد فكان أولى بكم أن تزيدوا ما زاده الله تعالى إذ يقول: (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) الآية فزيدوا هكذا حتى تفنى أعماركم وتنقطع انفاسكم وإنما نحن في مكان حكم لا في تفرغ لذكر وعبادة ثم اغرب شئ زيادة أبي حنيفة في أسماء الله تعالى الطالب الغالب فما ندري من أين وقع عليه (1) ومن كثر كلامه