بما لم يؤمر به ولا ندب إليه كثر خطؤه ونعوذ بالله من الضلال، فان قالوا: قصدنا بذلك التغليظ قلنا: فاجلبوهم من العراق وغيرها إلى مكة فهو أشد تغليظا كما روى عن عمر أو حلفوهم في المصحف كما قال أحمد بن حنبل فهو أشد تغليظا وحلفوهم بما ترونه أيمانا من الطلاق والعتاق وصدقة المال فهو عندكم أغلظ وأوكد من اليمين بالله، فأي شئ قالوا رد عليهم في هذه الزيادات التي زادوها ولا فرق أو نقول: حلفوهم بعلية لعنة الله إن كان كاذبا قياسا على الملاعن أو ردوا عليه الايمان كذلك وأما قوله وقول الشافعي أن يحلف النصراني بالله الذي انزل الإنجيل على عيسى فعجب، ولا ندري من أين اخذاه فما في الامر لهم بهذه اليمين قرآن. ولا سنة صحيحة. ولا سقيمة ولا قول صاحب أصلا، وأعجب شئ جهل من يحلفهم بهذا وهم لا يعرفونه ولا يقرون به ولا قال (1) نصراني قط ان الله أنزل الإنجيل على عيسى وإنما الإنجيل عند جميع النصارى لا نحاش منهم أحدا أربعة تواريخ ألف أحدها متى، وألف الآخر يوحنا وهما عندهم حواريان، وألف الثالث ماركش. والف الرابع لوقا وهما تلميذان لبعض الحواريين عند كل نصراني على ظهر الأرض، ولا يختلفون ان تأليفها كان على سنين من رفع عيسى عليه السلام، فان قالوا:
حلفناهم بما هو الحق قلنا: فحلفوهم بالقرآن فهو حق فان قالوا: هم لا يقرون به قلنا: وهم لا يقرون بان الإنجيل أنزله الله تعالى على عيسى عليه السلام ولا فرق، وأما تحليفهم اليهود بالله الذي أنزل التوراة على موسى فإنهم موهوا في ذلك بالخبرين الصحيحين، أحدهما من طريق البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه يهودي محمم مجلود فدعا رجلا من علمائهم فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال:
لا ولولا أنك نشدتني بهذا ما أخبرتك بحد الرجم، والاخر من طريق أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لليهودي: نشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن قالوا: يحمم ويجبه وشاب منهم ساكت وذكر الحديث * قال أبو محمد: وهذا لا حجة لهم فيه لان هذا التحليف لم يكن في خصومة وإنما كان في مناشدة ونحن لا نمنع المناشد ان ينشد بما شاء من تعظيم الله عز وجل، وليس فيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امر أن يحلف هكذا فكان من ألزم ذلك في التحليف شارعا ما لم بأذن به الله تعالى: وأما قول مالك يستحلف المسلم والكافر بالله الذي لا إله إلا هو فإنهم عولوا في ذلك على خبر رويناه من طريق أبى داود نا مسدد نا أبو الأحوص نا عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل احلفه احلف بالله الذي لا اله الا