وأما ثانيا فلأن ما ذكره من المناسبة إنما تجب رعايتها إذا لم يمنع عنه مانع، ومن البين أن تذكير ضمير عنكم ويطهركم وبعض القراين الخارجة الآتية مانع عن ذلك، فمن ذلك من المفسرين إلى حمل الآية على خصوص الأزواج نظرا إلى تلك المناسبة قد جعل نفسه موردا للقول الشاعر:
حفظت (أتيت خ ل) شيئا * وغابت عنك أشياء (3) على أن في تغيير الأسلوب في الآيات المتقاربة المسوقة لذكر أهل البيت والأزواج دقيقة هي أن الأزواج في محل وأهل البيت في محل آخر عند الله تعالى، وأما ثالث فلأن قوله:
هذا نص القرآن يدل الخ إن إشارة فيه بقوله هذا إلى الآيات التي ذكرها الناصب هي السابقة على آية التطهير التي ذكرها المصنف فمسلم أنها تدل على إرادة الأزواج، لكن لا يجديه نفعا، وإن أشار به إلى ما يعمها وآية التطهير فكون خصوص آية التطهير أيضا دالة على ذلك ظاهر البطلان، بل هو نص في خلاف ذلك لما عرفت وستعرفه، وأما استدلاله على ما فهمه من الدلالة بقوله: لأنه مذكور في قرن حكاياتهن إلخ ففيه أن كون الآية الأولى في أزواجه (ص) لا يمنع عن كون ما هو في قرنها متصلا بها بعدها في غيرهن، سيما إذا قام الدليل على ذلك ضمير عنكم ويطهركم
____________________
(1) قد تقدمت ترجمته (2) ذكره في الصواعق (ص 141 ط مصر تحت إشراف الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف) (3) أوله: قل للذي يدعي في العلم فلسفة، وينسب إلى المحقق التفتازاني أو الرازي أو الغزالي.