قال الناصب خفضه الله أقول: التحسر وطلب الرحمة لاكتساب الأعمال السيئة والاعتقادات الباطلة التي من جملتها اعتقاد الشركاء لله تعالى كما هو مذهب المجوس ومن تابعهم من المليين كالمعتزلة وتابعيهم، وليس في هذه الآيات دليل على دعواهم (إنتهى).
أقول قد مر أن الكسب والاكتساب بالمعنى الذي اخترعوه بمعزل عن لغة القرآن وأما ما نسبه إلى أهل العدل من اعتقاد شركاء لله تعالى فهو أولى بالأشعرية المثبتين للصفات الزائدة القديمة كما سبق بيانه، بل القول بالكسب وكونه مؤثرا في وصف الطاعة والمعصية يستلزم ما هو أشد من الشرك الذي توهموه من قول أهل العدل باستناد أفعال العباد إليهم كما مر بيانه، بل يلزمهم فيه مشاركة المجوس بل النصارى حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (2) كما سبق.
قال المصنف رفع الله درجته فهذه الآيات وأمثالها من نصوص الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، (3) ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فما عذر فضلائهم؟ وهل يمكنهم الجواب عن
____________________
(1) الزمر. الآية 58.
(2) قال في النهاية: أي يقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان وقد تكرر ذكرها في الحديث، أقول: قد سبق نقل بعض ما ذكر فيه هذا المثل من الحديث (ج 1 ص 9).
(3) فصلت. الآية 42.
(2) قال في النهاية: أي يقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان وقد تكرر ذكرها في الحديث، أقول: قد سبق نقل بعض ما ذكر فيه هذا المثل من الحديث (ج 1 ص 9).
(3) فصلت. الآية 42.