قال المصنف رفع الله درجته ونقول في الثاني: إن ما علمه الله تعالى إن وجب ولزم بسبب هذا الوجوب خروج القادر منا عن قدرته وإدخاله في الموجب في حق الله تعالى ذلك بعينه، وإن لم يقتض سقط الاستدلال، فقد ظهر من هذا أن هذين الدليلين آتيان في حق الله تعالى، وهما إن صحا لزم خروج الواجب تعالى عن كونه قادرا ويكون موجبا، هذا هو الكفر الصريح، إذ الفارق بين الاسلام والفلسفة إنما هو هذه المسألة، والحاصل أن هؤلاء إن اعترفوا بصحة هذين الدليلين لزمهم الكفر وإن اعترفوا ببطلانهما سقط احتجاجهم بهما (إنتهى).
____________________
(1) قد ذكر هذا أيضا المولى الفاضل الميرزا جان الشيرازي في بحث الحسن والقبح من حاشيته على الشرح العضدي: ولعل الوجه فيه ما قدمناه من أن محصل المعارضة يرجع إلى النقض فتذكر. منه (قده).