قال المصنف رفع الله درجته ومنها أنه يلزم إلحاق الله تعالى بالسفهاء والجهال تعالى الله عن ذلك، لأن من جملة أفعال العباد الشرك بالله ووصفه بالأضداد والأنداد (1) والصاحبة والأولاد وشمته وسبه، فلو كان تعالى فاعلا لأفعال العباد، لكان فاعلا للأفعال كلها، ولكل هذه الأمور، وذلك يبطل حكمته، لأن الحكيم لا يشتم نفسه، وفي نفي الحكمة إلحاقه بالسفهاء، نعوذ بالله من هذه المقالات الردية (إنتهى).
قال الناصب خفضه الله أقول: ونحن أيضا نعوذ بالله من هذه المقالات المزخرفة الباطلة، وهذا أيضا نشأ له لعدم الفرق بين الخالق والفاعل، فإن الله تعالى يخلق الأشياء، فالسب والشتم له
____________________
(1) الفرق بين الضد والند: أن الأول أعم من الثاني، إذ هو يطلق على مخالف الشئ كل من ذوي العقول أو غيرهم بخلاف الثاني فإنه يختص بذوي العقول