قال الناصب خفضه الله أقول: نختار أن الفعل بمعنى الخلق يصدر من الله تعالى والعبد كاسب للفعل مباشر له، ولا تأثير لقدرة العبد في الفعل، قوله: يلزم منه الظلم، قلنا: قد سبق أن الظلم لا يلزم أصلا (1)، لأنه يتصرف في ما هو ملك له، والتصرف في الملك كيف ما شاء المالك لا يسمى ظلما، ثم إن تعذيب العاصي بواسطة كونه محلا للفعل الواجب لعذاب، وأما قوله: فما ترى لهم ضرورة إلى ذلك سوى أن ينسبوا ربهم إلى هذه النقائص، فنقول: إنا نخبره بالذي دعاهم إلى تخصيص الخلق بالله تعالى وهو الهرب والفرار من الشرك الصريح الذي لزم المخالفين ممن يدعون أن العبد خالق مثل الرب وهذا فيه خطر الشرك وهم يهربون من الشرك (إنتهى).
أقول قد مر أن ليس في القول بالكسب إلا كسب خطيئة، وأن التصرف في الملك على الوجه القبيح
____________________
(1) قد سبقت منا (ج 1 ص 410) ذكر عدة من الآيات الدالة على أنه تعالى لو عذب أحدا بالسيئة بما يزيد على مثلها كان ظلما منه تعالى بالنسبة إليه كقوله تعالى: ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون (الأنعام. الآية 160) وأما الحديث الملكية فقد استقصينا الكلام فيها فيما مر (ج 1 ص 466) فراجع.