____________________
سبايا على أقطاب المطيات تلفح وجوهم حر الهاجرات، ورفعوا رأس ريحانة الرسول على القناة وهو رأس زهري قمري طاف به في البلدان والبراري والديارات، وبالجملة فعلوا ما تقشعر منه الأبدان وتتفتت القلوب والأكباد، مظالم أبكت عيون الورى حتى اليهود والنصارى، فكيف بمن انتحل إلى الاسلام، فبالله عليك أيها القارئ الكريم هل يسوغ أن تكون أمثال هؤلاء زعيما بين المسلمين متمكنا على عريشة الخلافة فكيف يمكن أن تكون هؤلاء هم المعنيون من أولي الأمر في كلامه جل شأنه الذي قد فرض طاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله بقوله عز من قائل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) هذه إحدى الشواهد والأدلة العقلية الدالة على وجوب كون رئيس الدين و إمام المسلمين منصوبا من قبله تعالى ولم نورد غيرها رعاية للاختصار، أيقظ الله إخواننا عن سنة الغفلة ونومتها آمين آمين (1) إعلم أن جميع الوجوه العقلية وغالب الوجوه النقلية التي أقيمت على عصمة النبي حتى الأدلة التي أوردها فخر الدين الرازي في الأربعين للاستدلال على ما ذهب إليه من العصمة تدل بعينها على عصمة الإمام أيضا وقد أقام أصحابنا لاشتراط العصمة في الإمام عدة من الأدلة غير ما إفادة المصنف ونحن لا نذكر منها هيهنا إلا وجهين أحدهما قوله تعالى في (سورة النساء الآية 59) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، قد أوجب الله فيها طاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر، وهذا يدل على عصمة أولي الأمر فإن غير المعصوم ربما يأمر بما يخالف الشرع وليس المراد من وجوب الطاعة أولي الأمر طاعتهم فيما أمر الله به بل مطلقا فإنه يستغني عن إيجاب طاعتهم بإيجاب طاعة الله وبالجملة كيف يلائم الأمر المطلق بطاعة أولي الأمر الواقعين في معرض مخالفة الشرع وتفويض أمر الدين إليهم مع غرض حفظ ناموس الشرع وهل يكون خطر أعظم عليه من ذلك.