الرايات واشتباك (1) ازدحام الخيول وفتح الأمصار سقتهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول فنبذوا الحق وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون (2) انتهى وأما حسان فلأنه أنشد في مدحه (ع) الأبيات المشهورة الصريحة فيما ذكرناه فاستحسنها
النبي (ص) وأثنى عليه، وأما حارث فلما رواه
الثعلبي قدوة مفسري أهل السنة في شأن نزول قوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع الآية (3) من أنه لما كان
رسول الله (ص) بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد
علي (ع) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ الحارث بن نعمان الفهري فأتى نحو
النبي (ص) على ناقته حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها، ثم أتى
النبي (ص) وهو في ملأ من أصحابه فقال يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ففعلناه وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه وأمرتنا أن نصوم
شهر رمضان فقبلناه وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه شئ منك أم من الله، فقال
النبي (ص) والذي لا إله إلا هو أنه من الله، فولى الحارث بن نعمان يريد راحلته وهو يقول:
اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج (4) انتهى
____________________
(1) الشبك: الخلط والتداخل، ومنه تشبيك الأصابع.
(2) اقتباس من قوله تعالى في سورة آل عمران. الآية 187 (3) المعارج. الآية 1 (4) المعارج. الآية 1