وأيضا الدليل الذي قاد الأشعري إلى نفي التعليل وهو لزوم تأثر الرب عن شعوره بخلقه كما ينفي التعليل ينفي مراعاته للمصالح أيضا، فلا وجه لنسبة إثبات المصالح في الأفعال إليه، وقد ذكرنا هذا الدليل مع ما فيه في أوايل الكتاب والله الموفق للصواب، وثالثا أن ما ذكره في توجيه المقدمة الثانية من الترديد مردود قوله في الشق الأول: لا كلام في هذا، قلنا فيه كلام من وجوه، منها ما مر في بحث خلق الأفعال، ومنها أنه إذا كان دعوى المحق والمبطل من خلق الله تعالى ولم يكن شئ من القبائح قبيحا بالنسبة إلى الله تعالى (3) فمن أين يعلم أن
____________________
(1) الأحزاب. الآية 37.
(2) قد مر شرح هذا التعبير في (ج 1 ص 225) (3) قال الجرجاني في شرح قواعد العقائد: اعلم أن النظام من المعتزلة ذهب إلى أن القبائح لا تصح أن تكون مقدورة لله تعالى، وأهل السنة يوافقونه في هذا الاطلاق، وإن كان الخلاف باقيا من حيث المعنى، فإن النظام يريد به أنه تعالى غير قادر على خلق الجهل والكذب والألم الذي لا يكون مسبوقا بحياته ولا يكون مخلوقا بعض، وأما أهل السنة فقد اتفقوا على أنه تعالى قادر على هذه الأشياء موجد لها، ولكن إيجاده لها غير قبيح أصلا لأن الحسن والقبح عندهم لا يثبتان إلا بالشرح. إنتهى. منه (قده).
(2) قد مر شرح هذا التعبير في (ج 1 ص 225) (3) قال الجرجاني في شرح قواعد العقائد: اعلم أن النظام من المعتزلة ذهب إلى أن القبائح لا تصح أن تكون مقدورة لله تعالى، وأهل السنة يوافقونه في هذا الاطلاق، وإن كان الخلاف باقيا من حيث المعنى، فإن النظام يريد به أنه تعالى غير قادر على خلق الجهل والكذب والألم الذي لا يكون مسبوقا بحياته ولا يكون مخلوقا بعض، وأما أهل السنة فقد اتفقوا على أنه تعالى قادر على هذه الأشياء موجد لها، ولكن إيجاده لها غير قبيح أصلا لأن الحسن والقبح عندهم لا يثبتان إلا بالشرح. إنتهى. منه (قده).