من هذا الذي كلما دخل قلت اسكتن وكلما خرج قلت عدن إلى الغناء، فقال هذا رجل لا يؤثر سماع الباطل، كيف يحل لهؤلاء القوم رواية مثل ذلك عن النبي (ص) أيرى عمر أشرف من النبي (ص) حيث لا يؤثر سماع الباطل والنبي يؤثره انتهى.
قال الناصب خفضه الله أقول: أما لعب الحبشة بالحراب فإنه كان يوم العيد وقد ذكرنا أنه يجوز اللهو يوم العيد بالاتفاق، ويمكن أن يكون تجويز ذلك اللعب بالحراب لأنه ينفع في الحرب، وفيه المهارة من طعن الحربة وكيفية تعليمه وإلقائه في الحرب، وكل ما كان من أمر الحرب فلا بأس به، ويمكن أن يكون عمر لم يعلم جوازه فعلمه النبي (ص)، وأما ما روي عن الغزالي فإن صح يمكن حمله على جواز اللعب مطلقا وفي أيام الأعياد، وكان النبي (ص) يسمعه لضرورة التشريع حتى يعلم أن اللهو ليس بحرام، وربما كان عمر يمتنع منه ومكنه رسول الله (ص) على عدم السماع ليعلم أن الأولى تركه، وسمع هو كما ذكرنا لضرورة التشريع، فهل يلزم من هذا أن يكون عمر أشرف من النبي (ص) وعمر من
____________________
(1) أورده في صحيح البخاري (ج 4 ص 38 ط مصر) باب اللهو بالحراب (2) الحراب جمع الحربة: آلة للحرب من الحديد قصيرة محددة (3) قد مرت ترجمته في المجلد الأول ص 145 فراجع