بل اللازم نسبة المعزولين عن العقل والشعور، وهم
الأشاعرة الذين هذا شأنهم في أكثر المسائل كما لا يخفى، وأما الثانية فلأن وجود القدرة من غير تأثيرها إنما يورث الفرق على تقدير تحققه في نفس الأمر، لكنه غير متحقق بشهادة الوجدان (1) بتأثيرها، ثم لو كان الفارق وجود قدرة غير مؤثرة، لزم عدم الفرق فإن الساقط من المنارة له قدرة إسقاط نفسه أيضا ولا شك أنه إذا سقط لم تؤثر قدرته في هذه الحركة نعم إنهم قالوا: بتعلق تلك القدرة والإرادة بالصعود دون السقوط، لكن إذا لم يكن
____________________
(1) قال بعض الأفاضل في تعاليقه على هوامش تفسير البيضاوي ما محصله: إن الفرق بين الوجدان بكسر الواد والوجدان بضمها: إن الأول يطلق على القوة المدركة و الثاني على ادراكها هذا، ولكن المتداول بين أهل الفضل إطلاق كل منهما على كل من المعنيين فلا تغفل.