أقول استعاذة الناصب الشقي من ذلك كإنكار الشيطان لما يفعله من الاغواء والدعوة إلى الشرور كما أخبر عنه تعالى بقوله: وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم، فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم (1) الآية وقد علم بما ذكرنا قبيل ذلك أن ما ذكره الناصب هيهنا كلها سفه وحماقة وأسخفها تجويزه مؤاخذة الله تعالى للعبد بما جعله عليه في الأزل من الواجب الحتم، فإن القائل بذلك لا يستحق إلا الصفع (2) واللعن والشتم.
قال المصنف رفع الله درجته ومنها أنه يلزم مخالفة الضرورة لأنه لو جاز أن يخلق الزنا واللواط، لجاز أن يبعث رسولا هذا دينه، ولو جاز ذلك لجوزنا أن يكون فيما سلف من الأنبياء من لم يبعث إلا للدعوة إلى السرقة والزنا واللواط وكل القبائح ومدح الشيطان و عبادته والاستخفاف بالله تعالى والشتم له والسب لرسوله وعقوق الأبوين وذم المحسن ومدح المسئ (إنتهى).
____________________
(1) إبراهيم. الآية 22 (2) صفعه بالفاء: ضرب قفاه أو بدنه بكفه مبسوطة.