شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
من حاشيته على شرح المختصر فليطالع أصحاب الناصب ذلك فيها، ومن العجب أن الناصب شتم القائل بذلك ولم يعلم أن ذلك الشتم يرجع إلى شيخه، وإمامه ولم يميز من غاية البهت خلفه من أمامه، ويؤيد تلك النسبة الحديث الذي وضعه المحدثون من الأشاعرة في شأن أبي بكر، وهو قولهم: قال رسول الله (ص): (1) لو وضع أبي بكر في كفة ميزان وجميع الناس في كفة أخرى لترجحت الكفة التي كان فيها أبو بكر، لا يلتفت إلى ما نقل عن البهلول (2) في رد ذلك من أنه لو صح
____________________
(1) روي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 59 ط مصر) في حديث طويل عم أبي أمامة: ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة وأتي بجميع أمتي فوضعوا فرجح. الحديث، ثم ذكر في ضعف سنده بما هذا لفظه: رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار، وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه، ومما يدلك على ضعف هذا أن عبد الرحمان بن عوف (الذي وقع الطعن عليه في متن الحديث) أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد العشرة وهم أفضل الصحابة والحمد لله. إنتهى كلامه.
(2) هو وهب بن عمرو الكوفي المشتهر بالبهلول، كان رجلا تقيا ورعا زاهدا عالما فقيها، محدثا، ذا أدب ومعرفة وتشيع، استفاد من قدسي أنفاس الإمامين الهمامين الصادق والكاظم عليهما السلام، وله حكايات ومناظرات لطيفة في الفقه والكلام مع أبي حنيفة و غيره من المشاهير، ويعد في كتب التراجم من عقلاء المجانين، لأنه كان يتستر بجنة التجنن تقية وحقنا لدمه، وفي بعض كتب التواريخ والسير أنه من أبناء عم الرشيد العباسي، و الحق أنه ليس من بني العباس كما هو واضع لمن سبر في أحواله.
وله شعر رائق، ومنه قوله في العظة والاعتبار بأحوال الموتى وأهل القبور.
شعر تناديك أجداث وهو صموت * وأربابها تحت التراب خفوت فيا جامع الدنيا حريصا لغيره * لمن تجمع الدنيا وأنت تموت ومن شعره أيضا قوله لما رماه الصبيان بالحصا فأدمته الحصاة فقال:
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست