قال المصنف رفع الله درجته ومنها أنه يلزم أن يكون الله تعالى أظلم الظالمين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لأنه إذا خلق فينا المعصية، ولم يكن لنا فيها أثر البتة، ثم عذبنا عليها وعاقبنا على صدورها منه تعالى فينا، كان ذلك نهاية الجور والعدوان، نعوذ بالله من مذهب يؤدي إلى وصف الله تعالى بالظلم والعدوان، فأي عادل سوى الله تعالى وأي منصف سواه وأي راحم للعبد غيره، وأي مجمع الكرم والرحمة والإنصاف؟ مع أنه يعذبنا على فعل صدر عنه، ومعصية لم تصدر عنا (1)، بل منه (قده).
قال الناصب خفضه الله أقول: نعوذ بالله من نسبة الظلم والعدوان إلى الله المنان، وخلق المعصية في العاصي
____________________
(1) وقد يجاب عن هذا بأن عذاب العبد ومعاقبته إنما هو للكسب لا للإيجاد فلا يلزم الظلم، وفيه أنه إن لم يكن للعبد هنا تأثير، فالظلم لازم، وإن كان له تأثير في شئ سواء سمي كسبا أو غيره، فيكون العبد موجدا وهو المطلوب. منه (قده).