وقد كتبت كتابا بخط في غاية الحسن أنت تكتب هذا وصاحبك أمي لا يحسن الخط، فقلت له: بل كتبته أنت كان قصدك بذلك الجواب تقريره ذلك مع الاستهزاء لا نفيه عنك وإثباته للأمي، لكن الكلام في
الكذب المذكور في الحديث المنقول، فإنه إذا لم يكن ذلك كذبا حقيقة كما ذكر أولا لم يكن به بأس كما ذكره ثانيا فما وجه ما وصف في متن الحديث من شدة غضبه تعالى في ذلك حتى يئس إبراهيم عن قبول شفاعته وعدل إلى الاعتذار. قال المصنف رفع الله درجته وفي الجمع بين الصحيحين (1) أن
النبي (ص) قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذا قال رب أرني كيف تحيي
الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي (2) ويرحم الله لوطا لقد كان يأوى إلى ركن شديد (3) ولو ثبت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي (4) كيف
يجوز؟! لهؤلاء القوم الاجتراء على النبي
____________________
(1) رواه البخاري في الصحيح (ج 4 ص 147 ط صبيح مصر) ورواه مسلم في (ج 7 ص 98 ط مصر).
(2) البقرة. الآية 260.
(3) هود. الآية 80.
(4) رواه في صحيح البخاري (ج 4 ص 147 ط مصر) وفي صحيح مسلم (ج 7 ص 98)