وأرجلكم (2) فانظروا إلى هؤلاء القوم كيف جوزوا الخطاء والغلط على الأنبياء وإن النبي (ص) يجوز أن يسرق درهما ويكذب في أخس الأشياء وأحقرها (إنتهى).
قال الناصب خفضه الله أقول: اختلف في جواز البول قائما، فالذي يستدل بهذا الحديث، وعن الأطباء أن البول قائما ينفع الكلية والمخصر (3)، فالنبي (ص) هكذا ليشرع
____________________
(1) السباطة بضم السين: الموضع الذي تطرح فيه الأوساخ (2) المائدة. الآية 6 (3) العجب من الرجل كيف ينسج من عنده ويتداخل في الطب ونحوه من الشؤون التي ليس أهلها، فنقول: عليك أيها الرجل بكلمات المهرة الحذقة من الأطباء وذا راجعت إليها تراهم ينادون بأن البول قائما يضر المثانة ويورث الضعف والحجر فيها، فلاحظ كلمات العلامة الشيرازي في شرح القانون وتعليقة علاء الدين القرشي على القانون، وشرح قانونجه، وكتاب الطب لابن هبل وغيرها وقد ورد عن أئمة الهدى سادات المسلمين النهى عن البول قائما إلا في حالة واحدة وهي تلطخ عورتيه بالنورة عدة روايات منها ما أورده المحقق المحدث الكاشاني في الوافي (ج 4 ص 18) وفي غيره من كتب الحديث سيما المدونة في الآداب والسنن والمكروهات، قال أستاذنا العلامة الفقيه النابغة آية الباري الحاج الشيخ عبد الله المامقاني قدس سره وجزاه الله عني خير الجزاء في كتابه مرآة الكمال (ص 63 طبع النجف الأشرف) ما لفظه: ومنها أي من المكروهات في التخلي البول والتغوط من غير علة فإنه من الجفاء إلا أن يكون مطليا للنورة، فإنه يبول قائما، لأنه يخاف عليه إذا بال جالسا الفتق انتهى، وهذه الجمل متخذة من أخبار أهل البيت عليهم السلام وإن شئت فراجعها وأما من طرق العامة فالروايات في النهي عنه كثيرة، وقد عقد الشيخ عبد السلام بن تيمية الحراني في كتاب المنتفي بابا في ذلك سننقل عنه روايتين صريحتين في النهي مرويتين عنه صلى الله وعليه وآله بطرقهم فلاحظ، هذا ما تلونا عليك من كلمات أهل الطب اليوناني وأحاديث الفريقين وما هي إلا النبذ القليل، وأما الأطباء من أبناء العصر فتكلمت مع جماعة منهم في هذا الباب ورأيتهم مذعنين على كون البول قائما مضرا حتى أن المرحوم فقيد الطب (لقمان الدولة الأدهم) كان يعد له آثار سوء وتوالي فاسدة، ومن كان واقفا على علم التشريح وكيفية بدن الانسان لصدقنا بأن البول قائما مضر، ويلزمه عدم نقاء المثانة من البول وبقاء أجزاء من (درديها) وبعد هذا فالأسف كل الأسف من شبان العصر حيث جرت سيرتهم على البول قياما غير مبالين بنواهي الشرع الشريف ولا بكلمات الأطباء الشامخين في علمهم الحاذقين في فنهم هداهم الله إلى سواء الضراط وبصرهم بما هو خير لهم آمين.