وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة (1).
واعلم أن الحكم (في الدعاوى) (2) كلها، أن البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه (3)، فان نكل عن اليمين لزمه الحق (4)، فان رد المدعى عليه اليمين على المدعي إذا لم يكن للمدعي شاهدان فلم يحلف فلا حق له (5)، إلا في الحدود فلا يمين فيها، وفي الدم فإن البينة على المدعى عليه واليمين على المدعي، لئلا يبطل دم امرئ مسلم (6).
واعلم أن أيما رجل كان بينه وبين (7) أخ له مماراة في حق، فدعاه إلى رجل من إخوانه (8) ليحكم بينه وبينه، فأبى إلا أن يرافعه إلى هؤلاء، كان بمنزلة الذين قال الله عز وجل: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك