شبهات: على القول بانحلال الخطابات إلى الخطابات الشخصية والصنفية الشبهة الأولى:
لا يعقل خطاب الجاهل، كما لا يعقل بالنسبة إلى العاجز، وذلك لقبحه، بل لامتناعه حسب ما أفادوه: من أن القبيح من الملتفت في هذه المرحلة غير ممكن صدوره فمن كان متوجها إلى جهل المخاطب، كيف يعقل مخاطبته بالخطاب الجدي، وكيف يعقل تكليفه بالتكليف الفعلي؟!
وعلى هذا، إذا كان خطاب العالم أيضا ممتنعا للزم الدور، فكيف يمكن تصوير الخطاب بالنسبة إلى الأمة وعامة البشر، فإن اختصاصه بالجاهل ذو محذور عقلي، وهكذا إلى العالم؟!
وتوهم إمكان الفرار من الدور (1) كما تقرر آنفا، غير تام حسب الأدلة الظاهرة في مخاطبة الناس والأمة بالخطابات الفعلية، وبتوجيه التكاليف إليهم (2)، فلا بد من حل هذه المعضلة بوجه آخر.
وما عن العلامة الأراكي (3) والنائيني (4): من تصوير الحد المتوسط بين الإطلاق والتقييد، حتى يمكن توجيه الخطاب إلى عنوان لا ينطبق إلا على العالم،