بيان المسالك في معروض الوجوب الغيري ونقدها إذا عرفت ذلك، فلا بد من الإشارة والإيماء إلى ما حرره القوم، تشحيذا للأذهان، وتقديما لفهم ما هو مرامنا في المسألة.
فنقول: المسالك كثيرة:
المسلك الأول: ما عن الشيخ الأعظم (قدس سره) بناء على صحة النسبة: من اعتبار قصد المقدمة في معروض الوجوب.
ويتوجه إليه: أن التقييد المزبور إن كان راجعا إلى الهيئة ووجوب المقدمة، فهو يرجع إلى مقالة " المعالم " (1) في تلك المسألة، وقد صرح المقرر بتبعية وجوب المقدمة لذيها في الإطلاق والاشتراط.
وإن كان راجعا إلى المادة فهو بلا وجه، لأن ملاك اتصافها بالوجوب إما التوقف الناقص، أو التام، وهذا يحصل خارجا سواء قصد، أم لم يقصد، فمعروض الوجوب لا يكون مقيدا بذلك.
إن قلت: الوجدان يحكم بأن الدخول في الدار المغصوبة، لأجل انقاذ الغريق، جائز وإن لم ينته إلى الإنقاذ، وغير جائز إذا لم يقصد الإنقاذ، فيعلم من ذلك: أن