عمرو بن شمر الجعفي أحد الكذابين الوضاعين. وعن أبي بكر وعمر وعثمان عند الدارقطني أنهم كانوا يقولون: قنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الوتر وكانوا يفعلون ذلك وفي إسناده أيضا عمرو بن شمر المذكور. وعن أبي بن كعب عند النسائي وابن ماجة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يوتر فيقنت قبل الركوع. وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة في المصنف والدارقطني: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقنت في الوتر قبل الركوع وفي إسناده أبان بن أبي عياش وهو ضعيف. وعن ابن عباس عند محمد بن نصر المروزي قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقنت في صلاة الصبح بهؤلاء الكلمات وقد تقدم. وعن ابن عمر عند الحاكم في كتاب القنوت: قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم أحد بنيه في القنوت: اللهم اهدني فيمن هديت الحديث. وعن عبد الرحمن بن أبزى عند محمد بن نصر وفيه ذكر القنوت في الوتر. وعن أم عبد أم عبد الله بن مسعود عند ابن أبي شيبة والدارقطني والبيهقي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قنت قبل الركوع والأحاديث المذكورة تدل على مشروعية القنوت بهذا الدعاء المذكور في حديث الحسن وفي حديث علي. وإلى ذلك ذهبت العترة وأبو حنيفة وبعض الشافعية من غير فرق بين رمضان وغيره، وروى ذلك الترمذي عن ابن مسعود. ورواه أيضا عنه محمد بن نصر، قال العراقي: بأسانيد جيدة. ورواه محمد بن نصر أيضا عن علي وعمر. وحكاه ابن المنذر عن الحسن البصري وإبراهيم النخعي وأبي ثور، ورواية عن أحمد. وروى محمد بن نصر عن علي عليه السلام أنه كان يقنت في النصف الأخير من رمضان وهو من رواية الحرث عنه. وروى أبو داود أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب وكان يصلي لهم عشرين ليلة ولا يقنت إلا في النصف الباقي من رمضان. وروى محمد بن نصر بإسناد صحيح: أن ابن عمر كان لا يقنت في الصبح ولا في الوتر إلا في النصف الآخر من رمضان وروى العراقي عن معاذ بن الحرث الأنصاري أنه كان إذا انتصف رمضان لعن الكفرة. قال: وعن الحسن كانوا يقنتون في النصف الأخير من رمضان. وروي أيضا عن الزهري أنه قال: لا قنوت في السنة كلها إلا في النصف الأخير من رمضان. وروي عن عثمان بن سراقة نحوه. وذهب مالك فيما حكاه النووي في شرح المهذب وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي كما قال العراقي إلى مشروعية القنوت في جميع رمضان دون بقية السنة، وذهب الحسن وقتادة ومعمر،
(٥٣)