بصري يكل. وفي أخرى: قد أنكرت بصري. ولمسلم: أصابني في بصري بعض الشئ واللفظ الذي ذكره المصنف أخرجه البخاري في باب الرخصة في المطر، وهو يدل على أنه قد كان أعمى. وبقية الروايات تدل على أنه لم يكن قد بلغ إلى حد العمى.
وفي رواية لمسلم بلفظ: أنه عمي فأرسل وقد جمع بين الروايات بأنه أطلق عليه العمى لقربه منه ومشاركته له في فوات بعض البصر المعهود في حال الصحة، وأما قول محمود بن الربيع أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى، فالمراد أنه لقيه حين سمع منه الحديث وهو أعمى. قوله: مكانا هو منصوب على الظرفية. (وفي حديث عتبان) فوائد منها إمامة الأعمى، وإخبار المرء عن نفسه بما فيه من عاهة، والتخلف عن الجماعة في المطر والظلمة، واتخاذ موضع معين للصلاة، وإمامة الزائر إذا كان هو الامام الأعظم، والتبرك بالمواضع التي صلى فيها (ص)، وإجابة الفاضل دعوة المفضول وغير ذلك.
وعن ابن عمر: لما قدم المهاجرون الأولون نزلوا العصبة موضعا بقباء قبل مقدم النبي (ص) كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا، وكان فيهم عمر بن الخطاب، وأبو سلمة بن عبد الأسد رواه البخاري وأبو داود.
وعن ابن أبي مليكة: أنهم كانوا يأتون عائشة بأعلى الوادي هو وعبيد بن عمير والمسور بن مخرمة وناس كثير، فيؤمهم أبو عمرو مولى عائشة، وأبو عمرو غلامها حينئذ لم يعتق رواه الشافعي في مسنده.
ذكر الحافظ في التلخيص رواية ابن أبي مليكة ونسبها إلى الشافعي كما نسبها المصنف، وذكر في الفتح أنها رواها أيضا عبد الرزاق، قال: وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن وكيع عن هشام عن أبي بكر بن أبي مليكة أن عائشة أعتقت غلاما لها عن دبر، فكان يؤمها في رمضان في المصحف. وعلقه البخاري. قوله: قدم المهاجرون الأولون أي من مكة إلى المدينة، وبه صرح في رواية الطبراني. قوله: العصبة بالعين المهملة المفتوحة، وقيل مضمومة وإسكان الصاد المهملة وبعدها موحدة اسم مكان بقباء. وفي النهاية عن بعضهم: بفتح العين والصاد المهملتين، قيل: والمعروف المعصب بالتشديد. قوله: وكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة هو مولى امرأة من الأنصار فأعتقته، وكانت إمامته بهم قبل أن يعتق، وإنما قيل له مولى أبي حذيفة لأنه لازم أبا حذيفة بعد أن أعتق فتبناه، فلما نهوا عن ذلك قيل له مولاه. واستشهد سالم باليمامة في خلافة أبي بكر. قوله: وكان