فإنما كره ابن عمر زواج المرء من أعتقها لله عز وجل فقط، فبطل كيدهم الضعيف في هذه المسألة * قال أبو محمد: والخبر المذكور عن ابن عمر كتب به إلى داود بن بابشاذ قال: نا عبد الغنى بن سعيد ثنا هشام بن محمد بن قرة نا أبو جعفر الطحاوي فذكر الحديث الذي ذكرنا آنفا، ثم قال: فقد روى هذا ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا ثم قال:
هو من بعده عليه الصلاة والسلام في مثل هذا انه يجدد لها صداقا * نا بذلك سليمان بن شعيب نا الخصيب هو ابن ناصح حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مثل ذلك * قال أبو محمد: هذا نص كلام الطحاوي ولم يذكر كلام ابن عمر كيف كان ولعله لو أورده لكان خلافا لظن الطحاوي، وهذا الحديث ليس مما رواه أصحاب حماد بن سلمة الثقات عنه، والخصيب لا يدرى حاله وليس بالمشهور في أصحاب حماد ابن سلمه فهو أمر ضعيف من كل جهة، والخبر الأول من رواية ابن عمر لا من جويرية هو من رواية يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف، وذكروا أيضا الخبر الذي رويناه من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة أم المؤمنين أن جويرية قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (انها وقعت في سهم ثابت بن قيس ابن الشماس أو ابن عم له وانها كاتبته وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها وانه عليه الصلاة والسلام قال لها: أو خير من ذلك أقضى عنك كتابتك وأتزوجك) قالوا: وليس هذا لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤدى كتابة مكاتبة لغيره ويتزوجها بذلك * قال أبو محمد: قبل كل شئ فان هذا خبر لا تقوم به حجة إنما رويناه عن محمد بن إسحاق من طريقين ضعيفين، أحدهما من طريق زياد بن عبد الله البكائي. والآخر من طريق أسد بن موسى وكلاهما ضعيف ثم لو صح لكان لا يخلو من أن ثابت بن قيس وهبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرف رغبته عليه الصلاة والسلام فيها ولم تكن أدت من كتابتها بعد شيئا فبطلت الكتابة وصارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا يجوز أن يظن بثابت أو بصاحب غير هذا أصلا، وأيضا فلو لم يكن ذلك وتمادت على كتابتها حتى عتقت بأدائها أو بأداء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها عنها لكانت مولاة ثابت وهذا لم يقله أحد قطعا ولا اختلف أحد من أهل العلم في أنها لم تكن مولاة ثابت أصلا فوضح سقوط ما رواه أسد. وزياد وبطل تعلقهم بهذه الملفقات التي لا تغني من الحق شيئا، وموهوا أيضا بما حدثناه حمام بن أحمد نا عباس بن اصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا إسماعيل