لزمه قطع الخصومة وهي لا تنقطع بسجنه ولا بأدبه فلم يبق الا قطعها بالقضاء عليه بما يدعيه الطالب وكان في سجنه قطع له عن التصرف وذلك لا يجوز فتقف الخصومة فلم يبق الا الحكم بالنكول فقلنا: هذا كله باطل وخلاف قولكم، اما خلاف قولكم لو حلف لانقطعت الخصومة فأنتم تقولون: انها لا تنقطع بذلك بل متى أقام الطالب البينة عادت الخصومة وسائر قولكم باطل وما عليه قطع الخصومة أصلا الا بأحد وجهين لا ثالث لهما إما بالاقرار إن كان المدعى صادقا وإما باليمين إن كان المدعى كاذبا وعلى الحاكم قطع الخصومة بالقضاء بما توجبه البينة أو بيمين المطلوب ان لم تكن عليه بينة فقط ولا بد من أحد الامرين، وإما غرامة بان لا يوجبها قرآن ولا سنة فهي باطل بيقين، ثم العجب كله انكم بعد قضائكم عليه بالنكول تسجنونه حتى يؤدى فقد عدتم إلى السجن الذي أنكرتم وهذا تلوث وسخافة ناهيك بها، وقال: هو قول روى عن عثمان. وابن عمر.
وابن عباس. وأبي موسى فلا حجة في أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف وقد روى خلاف هذا عن عمر. وعلى. والمداد بن الأسود. وأبي بن كعب. وزيد بن ثابت رضي الله عنهم فما الذي جعل قول بعضهم أولى من قول بعض منهم (1) فكيف وقد خالفوا عثمان في هذه القضية نفسها لأنه لم يجز البيع بالبراءة الا في عيب لم يعلمه البائع وهذا خلاف قولكم. ومن العجب أن يكون حكم عثمان بعضه حجة وبعضه ليس بحجة هذا على أن مالك بن أنس روى هذا الخبر عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سالم بن عبد الله فقال فيه: عن أبيه فأبى ان يحلف وارتجع العبد فدل هذا على أنه اختار ان يرتجع العبد فرده إليه عثمان برضاه فبطل بهذا أن يصح عن عثمان القضاء بالنكول، وأما الرواية عن أبي موسى فاسقط من أن يعرف أو يدرى مخرجها، وأما ابن عمر فليس في ذلك الخبر انه رأى الحكم بالنكول جائز أو إنما فيه انه حكم عثمان وأنتم مخالفون لعثمان. في ذلك الحكم بعينه (2)، وأما الرواية عن ابن عباس فلا متعلق لكم بها لأنه ليس فيها أن ابن عباس الزم الغرامة بالنكول إنما فيه أن ابن عباس أمر أن يستحلف المدعى عليها فأبت فالزمها ذلك وهذه إشارة إلى اليمين إذ ليس للغرامة في الخبر ذكر أصلا فقول ابن عباس موافق لقولنا لا لقولكم، فان قيل: فان أبا نعيم روى عن إسماعيل بن عبد الملك الأسدي عن ابن أبي مليكة هذا الخبر فذكر فيه فإن لم يحلف فضمنها قيل له:
إسماعيل بن عبد الملك الأسدي مجهول لا يدرى أحد من هو وإسماعيل بن عبد الرحمن الأسدي متروك مطرح فبطل أن يصح في هذا شئ عن الصحابة أصلا فبطل القول بان