ودموعه تسيل على لحيته فكلم له العباس النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلب إليها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: زوجك وأبو ولدك فقالت: أتأمرني به يا رسول الله؟ قال: إنما أنا شافع فقالت: فان كنت شافعا فلا حاجة لي فيه واختارت نفسها وكان يقال له: المغيث وكان عبدا لآل المغيرة من بنى مخزوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: ألا تعجب من شدة بغض بريرة لزوجها ومن شدة حب زوجها لها) فهذا خبر ظاهر فاش رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أم المؤمنين. وبريرة وابن عباس، ورواه عن ابن عباس عكرمة.
وعن بريرة عروة: وعن أم المؤمنين القاسم بن محمد. وعروة بن الزبير. وعمرة.
وأيمن، ورواه عن أيمن ابنه عبد الواحد. وعن عمرة يحيى بن سعيد الأنصاري. وعن القاسم ابنه عبد الرحمن. وعن عروة الزهري. وهشام ابنه. ويزيد بن رومان، ورواه عن هؤلاء الناس والأئمة الذين يكثر عددهم فصار نقل كافة وتواتر لا تسع مخالفته، وهذا بيع للمكاتب قبل أن يؤدى شيئا، ولا شك عند كل ذي حس سليم انه لم يبق بالمدينة من لم يعرف ذلك لأنها صفقة جرت بين أم المؤمنين وطائفة من الصحابة وهم موالي بريرة، ثم خطب الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر بيعها خطبة في غير وقت الخطبة ولا يكون شئ أشهر من هذا، ثم كان من مشى زوجها يبكى خلفها في أزقة المدينة ما زاد الامر شهرة عند الصبيان والنساء والضعفاء فلاح يقينا انه اجماع من جميع الصحابة إذ لا يجوز البتة أن يظن بصاحب خلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أكد فيه هذا التأكيد، وهذا هو الاجماع المتيقن لا اعطاء صاع من حنطة صدقة في بنى الحارث ابن الخزرج على نحو ميل من المدينة. ولا جلد عمر أربعين جلدة زائده على سبيل التعزير في الخمر قد صح عنه خلافها، وعن غيره من الصحابة قبله وبعده، ولا سبيل لهم إلى أن يوجدونا عن أحد من الصحابة المنع من بيع المكاتب قبل أن يؤدى الا تلك القولة الخاملة التي لا نعلم لها سندا عن ابن عباس * قال أبو محمد: فبلحوا عند هذه فقالت منهم عصبة: إنما بيعت كتابتها فقلنا: كذبتم كذبا مفتعلا للوقت وفى الخبر تكذيبكم بأن أم المؤمنين اشترتها وأعتقتها وكان الولاء لها، وقال بعضهم: إنما عجزت فقلنا: كذبتم كذبا مفتعلا من وقته، وفى الخبر ان هذه القصة كانت بالمدينة والعباس. وابنه عبد الله بها وان الكتابة كانت لتسع سنين في كل سنة أوقية وانها لم تكن بعد أدت شيئا، ولا خلاف بين أحد من أهل العلم والرواية في أن العباس. و عبد الله لم يدخلا المدينة ولا سكناها الا بعد فتح مكة ولم يعش النبي صلى الله عليه وسلم مذ دخل المدينة بعد الفتح الا عامين وأربعة أشهر فأين عجزها وأين حلول