وعطاء والقاسم وسالما ومحمد بن المنكدر وعروة بن الزبير وربيعة بن أبي عبد الرحمن ومكحولا والقعقاع بن حكيم وغيرهم من أهل العلم كلهم يأمر بدفع الزكاة إلى السلطان ويدفعونها إليهم (في زكاة ماشية الخلطاء) (قلت) ما الذي يكون به الناس في الماشية خلطاء (قال) سألنا مالكا عن أهل قرية تكون لهم أغنام فإذا كان الليل انقلب إلى دور أصحابها والدور مفترقة تبيت عندهم يحلبونها ويحفظونها فإذا كان النهار غدا بها رعاتها أو راع واحد فجمعوها من بيت أهلها فانطلقوا بها إلي مراعيها فرعوها بالنهار وسقوط فإذا كان الليل راحت إلى أربابها على حال ما وصفت لك أيكون هؤلاء خلطاء (فقال) نعم وان افترقوا في المبيت والحلاب إذا كان الدلو والمراح والراعي واحدا وان افترقوا في الدور فأراهم خلطاء (قلت) أرأيت أن فرقها الدلو فكان هؤلاء يسقون على ما يمنعون منه أصحابهم وأصحابهم يسقون على ما يمنعونهم منه (فقال) سمعت مالكا يقول إذا كان الدلو والمراح والراعي واحدا وان تفرقوا في المبيت والحلاب فهم خلطاء قال والرعاة عندي وان كانوا رعاة كثيرة يتعانون فيها فهم عندي بمنزلة الراعي الواحد وأما ما ذكرت من افتراق الدلو إذا كانت مجتمعة فذلك عندي بمنزلة المراح مثل قول مالك لي هي مجتمعة وان فرقها الدلو بحال ما ذكرت (قلت) فإن كان راعى هؤلاء أجرته عليهم خاصة وراعى هؤلاء الآخرين أجرته عليهم خاصة إلا أن المسرح يجمعهم يخلطون الغنم ويجتمعون في حفظها (فقال) قال مالك هم بمنزلة الراعي الواحد إن كان أربابها جمعوها أو أمروهم بجمعها فجمعوها حتى كان المراح والدلو والمسرح واحدا فهم خلطاء وهو قول مالك (قلت) أرأيت أن اختلطوا في أول السنة وافترقوا في وسطها واختلطوا في آخر السنة (فقال) إذا اجتمعوا قبل انقضاء السنة بشهرين فهم خلطاء عند مالك وقد وصفت لك ذلك في أول الكتاب وإنما ينظر مالك في ذلك إلى آخر السنة ولا ينظر إلى أولها (قلت) فان جمعها الدلو في أول السنة ففرقها
(٣٢٩)