وفيه: أن المراد من سلب الأخوة في الروايتين كناية عن سلب الأخوة الكاملة، فقد تعارف بين المتحاورين نفي المحمول بلسان نفي الموضوع لأجل المبالغة في التعبير، كما يقال: يا أشباه الرجال ولا رجال، ولا صلاة لجار المسجد إلا فيه، ولا شك لكثير الشك، ويقال لمن لا يعمل بعلمه أنه ليس بعالم، إلى غير ذلك من الاطلاقات الفصيحة.
وعليه فلا دلالة في الروايتين على نفي الأخوة حقيقة الذي هو مفاد ليست التامة.
ويدل على ما ذكرناه أنه لو أريد من السلب نفي الأخوة حقيقة لزم القول بعدم وجوب مراعاة سائر الحقوق الثابتة، من رد الاغتياب ونحوه وهو بديهي البطلان، ويضاف إلى جميع ما ذكرناه أن الروايتين ضعيفتا السند.
ومنها: رواية يونس بن ظبيان (5) الدالة على اختبار الإخوان باتيانهم