سحرهم أنها تسعى (1).
لا يقال: قد تكون للسحر حقيقة واقعية، كالتصرف في عقل المسحور أو بدنه أو ما يرجع إليه، وعليه فلا يتم تعريفه المذكور.
فإنه يقال: ليست للسحر حقيقة واقعية، ولكن قد يترتب عليه أمر واقعي، فقد يظهر الساحر للمسحور شيئا مهولا فيخاف هذا ويصبح مجنونا، أو يريه بحرا وفيه سفينة جارية فيحاول المسحور أن يركبها فيقع من شاهق ويموت، فإن الجنون والموت وإن كانا من الأمور الواقعية إلا أنهما ترتبا على الأمر التخيلي الذي هو السحر.
ويقرب ما ذكرناه ما عن صاحب العين، من أنه يقلب الشئ من جنسه في الظاهر ولا يقلبه عن جنسه في الحقيقة (2).
وقد أشير إلى ما ذكرناه في خبر الإحتجاج، حيث سئل الإمام (عليه السلام) عن الساحر أيقلب الواقع إلى واقع آخر، فقال (عليه السلام): هو أضعف من ذلك (3).
وعلى ما ذكرناه من المعنى قد استعملت كلمة السحر في مواضع شتى