من الكتاب العزيز (1)، وأطلق المشركون صفة الساحر على النبي الصادق المصدق، فقد زعموا أن محمدا (صلى الله عليه وآله) يظهر الباطل بصورة الحق بكلمات فصيحة وخطب بليغة حتى يسحر بها أعين الناظرين وقلوبهم.
ومن هنا أيضا أطلق السحر على البيان الجيد بلحاظ المدح والذم (2)، فإنه يصرف حواس الحاضرين وآذان السامعين إلى المتكلم، وبهذا الاعتبار أيضا أطلق السحر على تمويه الفضة بالذهب.
وعلى الجملة إن الناظر إلى كلمات أهل اللغة وموارد الاستعمال يقطع بأن السحر ليست له حقيقة واقعية وإنما هو ما ذكرناه، ومن جميع ما تقدم ظهر ما هو المراد من الأخبار المتظافرة الدالة على حرمة السحر، وقد ذكرنا بعضها في الهامش.
وأما ما ذكره في القاموس من أن السحر ما لطف مأخذه ودق، فإنه وإن انطبق على ما ذكرناه، لأن صرف الشئ عن وجهه على سبيل التمويه له مأخذ دقيق جدا، إلا أنه تعريف بالأعم، فإن الأمور التي يلطف