قال الناصب خفضه الله أقول: قد عرفت فيما معنى أن النص ما لا يحتمل خلاف المقصود، وقد علمت في كل الفصول من استدلالاته بالآيات أنها دالة على خلاف مقصوده، فهي نصوص مخالفة لمدعاه، والعجب أنه يفتخر ويباهي باتيانها؟ ثم يقول: ما عذر علمائهم وعوامهم؟
فنقول: أما عذر علمائهم فإنهم يقولون يوم القيامة: إلهنا كما نعلم أن لا خالق في الوجود سواك، وأنت خلقت كل شئ، ونحن كسبنا المعصية أو الطاعة، فإن تعذبنا فنحن عبادك، وإن تغفر لنا فبفضلك وكرمك، ولك التصرف فينا كيف شئت، وأما عذر عوامهم فإنهم يقولون: إلهنا إن نبيك محمدا (ص) أمرنا بأن نكون ملازمين للسواد الأعظم، فقال (ص): عليكم بالسواد الأعظم (3)، ورأينا في أمته (ص) السواد الأعظم كان أهل السنة والجماعة، فدخلنا فيهم واعتقدنا مثل اعتقادهم، ورأينا أن المعتزلة ومن تابعهم من الشيعة كاليهود يخفون مذهبهم ويسمونه التقية، ويهربون من كل شاهق إلى شاهق، ولو نسب إليهم أنهم معتزليون، أو شيعة، يستنكفون عن
____________________
(1) إشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران. الآية 187.
(2) إشارة إلى قوله تعالى في سورة فاطر الآية 37.
(3) رواه في كنز العمال (ج 1 ص 160) وتقدم ذكره في الجزء الأول من الكتاب.
(2) إشارة إلى قوله تعالى في سورة فاطر الآية 37.
(3) رواه في كنز العمال (ج 1 ص 160) وتقدم ذكره في الجزء الأول من الكتاب.