إن مصلحة خلق القدرة منحصرة في التأثير حتى يتجه أن يقال: يحتمل أن يكون للحكيم في خلقه صالح أخرى لا تحصى، بل الكلام في أن المصلحة في خلق القدرة في العبد كما يدل عليه مفهوما هو التأثير في الفعل، فإذا لم تكن مؤثرة لم تكن حاجة في ذلك إلى خلقها، ويكون البحث عنها من هذه الجهة فضولا، وهذا لا ينافي اعتداد البحث عنها من جهة أخرى ولمصلحة أخرى، وهل الذي ذكره الناصب إلا مثل أن يقال: مثله أن الفرس مخلوقة لمصلحة الكتابة، فإذا قيل له: إن هذه المصلحة لا تظهر في الفرس، فيكون القول بكون تلك مصلحة خلقه لغوا يجيب بأنه يجوز أن يكون في خلق الفرس مصالح أخرى لا تحصى وفساده مما لا يخفى، هذا. ويقال لهم: أليس تأثير القدرة في الفعل آكد من تأثير الآلة؟ فلا بد من بلى، فيقال: إذا كان فاقد الآلة وتأثيرها عندكم يعذر في الترك وجب مثله في فاقد القدرة وتأثيرها، فيكون الكافر معذورا في ترك الإيمان، ويقال لهم؟ في قولهم: بعدم تقدم القدرة على الفعل: متى يقدر
____________________
(1) المراد به شرح عقايد النسفي وإذا أطلق ينصرف إلى شرح المحقق التفتازاني.