مشروطا بشئ، لا طلبه خاصة، فبعد تعلق التكليف في أن بالاتيان بشرطه ثم به، يكون مكلفا به، فان التكليف بشئ ليس الا طلبه، سواء كان طلب إيجاده على ترتيب خاص - بان يوجد أولا شيئا ثم ذلك - أو لم يكن له ترتيب.
ومن البديهيات التي لا تقبل التشكيك: أن الله سبحانه يريد في كل ان من أوقات الصلاة أو الزكاة مثلا من الكافر أن يؤمن ويصلي ويزكي، ويطلب منه ذلك، كما يريد من المؤمن المحدث أن يتطهر ويصلي، لا أن يكون المطلوب هو الايمان فقط، ثم بعد إيمانه يتعلق الطلب بالصلاة، ولا نريد من التكليف الا ذلك.
الثالث: أنه لو لم يكلف الكفار بالفروع، يلزم أن تكون معصية الكافر الذي يصدر منه جميع المعاصي - كظلم المؤمنين، وقتلهم، وسبي ذراريهم، بل تخريب الكعبة التي جعلها الله قبلة للناس، وتحريق القران، ومنع المؤمنين عن إقامة أركان الايمان - مساوية مع من 1 لم يصدر عنه شئ من ذلك، بل أعان المؤمنين وآواهم ونصرهم، وشيد أركانهم.
فتكون معصية (چنگيز المغل) الذي قتل الناس من شرق العالم إلى غربه، و خرب بلاد المؤمنين طرا، وسبى نساءهم وعيالهم، ونهب أموالهم، مساوية مع من 2 أعانهم، وأحسن إليهم، بل تكون معصية كافر قتل نبيا وأولاده، كمعصية من أعانه، وتكون معصية أبي جهل، وأبي لهب، من جرح جبهة النبي المقدسة، وكسر رباعيته المباركة واذاه، كمعصية كافر أعانه على نشر الاسلام، و يكون عذابهما واحدا، وبطلان ذلك من البديهيات التي لا ينكرها جاهل 3.
فان قلت: إن أمثال هذه الأمور محرمة عند الكافر أيضا، فهو عصى على مذهبه، فيكثر إثمه وعقابه لذلك.