الجيش، وفي يوم السبت الموافق للثامن عشر ورد حضرة الحاج المولى أحمد النراقي الكاشاني الذي علت فضيلته على جميع علماء الشيعة الاثنا عشرية بمعية الحاج المولى عبد الوهاب القزويني وجمع من العلماء والحاج المولى محمد بن الحاج المولى أحمد، والذي يعد بدوره قدوة المجتهدين أيضا. وقد وقف جميع الأمراء والأعيان في صفوف مستقبلي الوفد، ورافقوا النراقي مكبرين مهللين إلى أن أنزلوا الوفد في دار ضيافة جليل. وقد أصدر هؤلاء المجتهدين الذين كانوا بمثابة اتحاد، أصدروا فتوى جماعية، جاء فيها أن من يتقاعس عن جهاد الروس يعد كمن عصى الله وتبع الشيطان " 1.
وكتب خبير الشؤون الإيرانية، الكاتب الفرنسي " ژول بونو " حول حروب فتح علي شاه القاجاري مع الحكومة القيصرية في روسيا يقول:
" لقد أصدر الحاج المولى أحمد النراقي الذي كان يعد مرجعا للتقليد ويطلق عليه لقب آية الله، أصدر مع جماعة أخرى من العلماء فتوى جهاد ". ويعقب (بونو) بالقول: " قال الميرزا عبد الوهاب خان الملقب ب " معتمد الدولة " والذي كان يعارض الحرب، قال للحاج المولى أحمد: بما أنكم مرجعا للتقليد ولكم كلمتكم النافذة، امنعوا صدور فتوى الجهاد ليتبعكم الآخرون ويمتنعوا من إصدار فتوى الجهاد. لكن الحاج المولى أحمد النراقي لم يرضخ لذلك وقال بالاستناد إلى آية من سورة البقرة: عند ما يهاجم كافر مسلما فإن الواجب يدعو المسلمين كافة للدفاع عنه ومواصلة الحرب مع الكافر حتى رفع مزاحمته عن المسلمين " 2.
على أية حال ففي بداية الحرب استعاد الإيرانيون وإثر المواعظ والخطابات الحماسية التي أطلقها العلماء الحاضرون في المخيمات وميدان الحرب، جميع