رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٩٨
ولو تكلني يا رب في تلك الحالات إلى حولي، أو تضطرني إلى قوتي، لكان الحول عني معتزلا، ولكانت القوة مني بعيدة.
فغذوتني بفضلك غذاء البر اللطيف، تفعل ذلك بي تطولا علي
____________________
وقال البصير الأنطاكي: ومبدأ (1) غذاء الجنين من الدم في اليوم الخامس والستين من وقوع المني في الرحم، وذلك في ذكر معتدل فتكون (2) منه الدمويات كاللحم. والله أعلم.
وكلت الأمر إليه وكلا من باب وعد - ووكولا: فوضته إليه، وتركته يقوم به.
والحول هنا: بمعنى الاحتيال وهو تقليب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود، والقدرة على التصرف في الأمور.
واضطره إلى كذا: بمعنى ألجأه إليه، وليس له منه بد.
واعتزل عنه، واعتزله: تنحى عنه جانبا، من عزلت الشيء عن غيره - من باب ضرب -: نحيته عنه.
وبعد القوة: عبارة عن عدم تأنيها له، وقدرته عليها، فجعلها بمنزلة من بعد مكانه عنه.
ومفاد هذا الفصل من الدعاء الاذعان له تعالى، والاعتراف بلطفه به، واعتنائه بأمره، إذ قام له بما يحتاج إليه في تلك الحالات والأطوار، التي لا يتمكن فيها من حول ولا قوة، ولا يقتدر فيها على جلب منفعة ودفع مضرة، فسبحانه من خالق حكيم لطيف.
غذوت الصبي أغذوه: أطعمته الغذاء، وهو ما يغتذى به من طعام وشراب.
و «الفاء» للترتيب الذكري، ومفادها كون ما بعدها كلاما مرتبا على

(1) " ألف " يبدأ.
(2) " ألف " فتتكون.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست